يا أبت لا تعبد الشيطان   فإن عبادتك الأصنام عبادة له إذ هو الذي يسولها لك ويغريك عليها . 
وقوله إن الشيطان كان للرحمن عصيا  تعليل لموجب النهي وتأكيد له ببيان أنه مستعص على من شملتك رحمته وعمتك نعمته ، ولا ريب في أن المطيع للعاصي عاص وكل من هو عاص حقيق بأن تسترد منه النعم وينتقم منه ، وللإشارة إلى هذا المعنى جيء بالرحمن . وفيه أيضا إشارة إلى كمال شناعة عصيانه . وفي الاقتصار على ذكر عصيانه من بين سائر جناياته لأنه ملاكها أو لأنه نتيجة معاداته لآدم  عليه السلام فتذكيره داع لأبيه عن الاحتراز عن موالاته وطاعته ، والإظهار في موضع الإضمار لزيادة التقرير . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					