وإسماعيل وإدريس وذا الكفل   أي واذكرهم وظاهر نظم ذي الكفل في سلك الأنبياء عليهم السلام أنه منهم وهو الذي ذهب إليه الأكثر ، واختلف في اسمه فقيل بشر وهو ابن أيوب  عليه السلام بعثه الله تعالى نبيا بعد أبيه وسماه ذا الكفل  وأمره سبحانه بالدعاء إلى توحيده ، وكان مقيما بالشام  عمره ومات وهو ابن خمس وسبعين سنة وأوصى إلى ابنه عبدان  وأخرج ذلك  الحاكم  عن  وهب  ، وقيل هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون  أخي موسى بن عمران  عليهم السلام ، وصنيع بعضهم يشعر باختياره ، وقيل يوشع بن نون ، وقيل اسمه ذو الكفل ، وقيل هو زكريا حكى كل ذلك الكرماني  في العجائب ، وقيل هو اليسع بن أخطوب بن العجوز  ، وزعمت اليهود أنه حزقيال  وجاءته النبوة وهو في وسط سبي بختنصر  على نهر خوبار   . 
وقال أبو موسى الأشعري   ومجاهد   : لم يكن نبيا وكان عبدا صالحا استخلفه . على ما أخرج  ابن جرير   وابن أبي حاتم  عن  مجاهد   . اليسع  عليه السلام بشرط أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ففعل ولم يذكر  مجاهد  ما اسمه . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  ابن عباس  أنه قال : كان قاضيا في بني إسرائيل فحضره الموت فقال : من يقوم مقامي على أن لا يغضب ؟ فقال رجل : أنا يسمىذا الكفل  الخبر ، وأخرج عن ابن حجيرة الأكبر  كان ملكا من ملوك بني إسرائيل فحضرته الوفاة فأتاه رؤوس بني إسرائيل فقالوا : استخلف علينا ملكا نفزع إليه فقال : من تكفل لي بثلاث فأوليه ملكي ؟ فلم يتكلم إلا فتى من القوم قال : أنا فقال : اجلس ثم قالها ثانية فلم يتكلم أحد إلا الفتى فقال : تكفل لي بثلاث وأوليك ملكي تقوم الليل فلا ترقد وتصوم فلا تفطر وتحكم فلا تغضب قال : نعم قال : قد وليتك ملكي الخبر ، وفيه كذا في الخبر السابق قصة إرادة إبليس عليه اللعنة إغضابه وحفظ الله تعالى إياه منه ، والكفل الكفالة والحظ والضعف ، وإطلاق ذلك عليه إن لم يكن اسمه إما لأنه تكفل بأمر فوفى به ، وإما لأنه كان له ذا حظ من الله تعالى ، وقيل لأنه كان له ضعف عمل الأنبياء عليهم السلام في زمانه وضعف ثوابهم . 
ومن قال إنه زكريا  عليه السلام قال : إن إطلاق ذلك عليه لكفالته مريم  وهو داخل في الوجه الأول ، وفي البحر وقيل : في تسميته ذا الكفل أقوال مضطربة لا تصح والله تعالى أعلم . 
كل  أي كل واحد من هؤلاء من الصابرين  أي على مشاق التكاليف وشدائد النوب ويعلم هذا من ذكر هؤلاء بعد أيوب  عليهم السلام ، والجملة استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ من الأمر بذكرهم 
				
						
						
