أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
وقيل: أي والذي قدر الخلق على ما خلقهم فيه من الصور والهيئات، وأجرى لهم أسباب معاشهم من الأرزاق والأقوات، ثم هداهم إلى دينه ومعرفة توحيده بإظهار الدلالات والبينات. وقيل: قدر أقواتهم وهداهم لطلبها. وعن مقاتل والكلبي: قدرهم ذكرانا وإناثا وهدى الذكر كيف يأتي الأنثى، وعن مجاهد: قدر الإنسان والبهائم وهدى الإنسان للخير والشر والبهائم للمراتع، وعن السدي: قدر الولد في البطن تسعة أشهر أو أقل أو أكثر، وهداه للخروج منه للتمام. وقيل: قدر المنافع في الأشياء وهدى الإنسان لاستخراجها، والأولى ما ذكر أولا، ولعل ما في سائر الأقوال من باب التمثيل لا التخصيص. وزعم (الفراء) أن في الآية اكتفاء والأصل: فهدى وأضل وليس بشيء.
وقرأ الكسائي: «قدر» بالتخفيف من القدرة أو التقدير.


