قوله عز وجل: وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين الآية. فيه وجهان:
أحدهما: يوم الحساب، قاله ابن عباس .
الثاني: يوم الجزاء، قاله قتادة .
هذا يوم الفصل الآية. فيه وجهان:
أحدهما: يوم القضاء بين الخلائق، قاله يحيى .
الثاني: يفصل فيه بين الحق والباطل، قاله ابن عيسى .
[ ص: 43 ] قوله عز وجل: احشروا الذين ظلموا الآية. فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: المكذبون بالرسل.
الثاني: هم الشرط ، حكاه الثوري.
الثالث: هم كل من تعدى على الخالق والمخلوق.
وفي وأزواجهم أربعة أوجه:
أحدها: أشباههم فيحشر صاحب الزنى مع صاحب الزنى ، وصاحب الخمر مع صاحب الخمر ، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الثاني: قرناؤهم ، قاله ابن عباس .
الثالث: أشياعهم ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر:
فكبا الثور في وسيل وروض مونق النبت شامل الأزواج
الرابع: نساؤهم الموافقات على الكفر ، رواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.وما كانوا يعبدون من دون الله وفيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: إبليس ، قاله ابن زياد.
الثاني: الشياطين ، وهو مأثور.
الثالث: الأصنام ، قاله قتادة وعكرمة .
فاهدوهم إلى صراط الجحيم أي طريق النار.
وفي قوله تعالى: فاهدوهم ثلاثة أوجه:
أحدها: فدلوهم ، قاله ابن....
الثاني: فوجهوهم ، رواه معاوية بن صالح.
الثالث: فادعوهم ، قاله السدي .
قوله عز وجل: وقفوهم إنهم مسؤولون أي احبسوهم عن دخول النار.
[ ص: 44 ] إنهم مسؤولون فيه ستة أوجه:
أحدها: عن لا إله إلا الله ، قاله يحيى بن سلام .
الثاني: عما دعوا إليه من بدعة ، رواه أنس مرفوعا.
الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري.
الرابع: عن جلسائهم ، قاله عثمان بن زيادة.
الخامس: محاسبون ، قاله ابن عباس .
السادس: مسؤولون.
ما لكم لا تناصرون على طريق التوبيخ والتقريع لهم ، وفيهم ثلاثة أوجه:
أحدها: لا ينصر بعضكم بعضا ، قاله يحيى بن سلام .
الثاني: لا يمنع بعضكم بعضا من دخول النار ، قاله السدي .
الثالث: لا يتبع بعضكم بعضا في النار يعني العابد والمعبود ، قاله قتادة .
فإن قيل: فهلا كانوا مسؤولين قبل قوله فاهدوهم الآية؟
قيل: لأن هذا توبيخ وتقريع فكان نوعا من العذاب فلذلك صار بعد الأمر بالعذاب.
قال مجاهد : ولا تزول من بين يدي الله تعالى قدم عبد حتى يسأل عن خصال أربع: عمره فيم أفناه ، وجسده فيم أبلاه ، وماله مم اكتسبه وفيم أنفقه ، وعلمه ما عمل فيه.


