إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم [ ص: 479 ] أجر كريم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
إن المصدقين والمصدقات فيه وجهان:
أحدهما: المصدقين لله ورسوله.
الثاني: المتصدقين بأموالهم في طاعة الله. والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون أي المؤمنون بتصديق الله ورسله. والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم فيه قولان:
أحدهما: أن الذين آمنوا بالله ورسله هم الصديقون وهم الشهداء عند ربهم ، قاله زيد بن أسلم.
الثاني: أن قوله أولئك هم الصديقون كلام تام.
وقوله والشهداء عند ربهم كلام مبتدأ وفيهم قولان:
أحدهما: أنهم الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب ، قاله الكلبي .
الثاني: أنهم أمم الرسل يشهدون يوم القيامة. وفيما يشهدون به قولان:
أحدهما يشهدون على أنفسهم بما عملوا من طاعة ومعصية، وهذا معنى قول مجاهد .
الثاني: يشهدون لأنبيائهم بتبليغ الرسالة إلى أممهم، قاله الكلبي .
وقال مقاتل قولا ثالثا: أنهم القتلى في سبيل الله لهم أجرهم عند ربهم يعني ثواب أعمالهم. ونورهم فيه وجهان:
أحدهما: نورهم على الصراط.
الثاني: إيمانهم في الدنيا ، حكاه الكلبي . [ ص: 480 ]


