لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن  [ ص: 327 ] بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم   
قوله تعالى: لا إكراه في الدين  فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن ذلك في أهل الكتاب ، لا يكرهون على الدين إذا بذلوا الجزية ، قاله  قتادة.  والثاني: أنها نزلت في الأنصار  خاصة ، كانت المرأة منهم تكون مقلاة لا يعيش لها ولد ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ، ترجو به طول العمر ، وهذا قبل الإسلام ، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير  ، كان فيهم من أبناء الأنصار  ، فقالت الأنصار:  كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية ، قاله  ابن عباس   . والثالث: أنها منسوخة بفرض القتال ، قاله  ابن زيد   . فمن يكفر بالطاغوت  فيه سبعة أقوال: أحدها: أنه الشيطان وهو قول  عمر بن الخطاب.  والثاني: أنه الساحر ، وهو قول  أبي العالية.  والثالث: الكاهن ، وهو قول  سعيد بن جبير.  والرابع: الأصنام. والخامس: مردة الإنس والجن. والسادس: أنه كل ذي طغيان طغى على الله ، فيعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، أو بطاعة له ، سواء كان المعبود إنسانا أو صنما ، وهذا قول  أبي جعفر الطبري.  والسابع: أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء ، كما قال تعالى: إن النفس لأمارة بالسوء   [يوسف: 53].  [ ص: 328 ] 
واختلفوا في الطاغوت  على وجهين: أحدهما: أنه اسم أعجمي معرب ، يقع على الواحد والجماعة. والثاني: أنه اسم عربي مشتق من الطاغية ، قاله ابن بحر.  ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى  فيها أربعة أوجه: أحدها: هي الإيمان بالله ، وهو قول  مجاهد.  والثاني: سنة الرسول. والثالث: التوفيق. والرابع: القرآن ، قاله  السدي   . لا انفصام لها  فيه قولان: أحدهما: لا انقطاع لها ، قاله  السدي   . والثاني: لا انكسار لها ، وأصل الفصم: الصدع. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					