كلا إن كتاب الفجار لفي سجين أما (كلا) ففيه وجهان :
أحدهما : حقا .
الثاني : أن كلا للزجر والتنبيه . وأما (سجين) ففيه ثمانية أقاويل : أحدها : في سفال ، قاله الحسن .
الثاني : في خسار ، قاله عكرمة .
الثالث : تحت الأرض السابعة ، رواه البراء بن عازب مرفوعا . قال ابن أسلم : سجين : الأرض السافلة ، وسجيل : سماء الدنيا .
[ ص: 228 ]
قال مجاهد : سجين صخرة في الأرض السابعة ، فيجعل كتاب الفجار تحتها .
الرابع : هو جب في جهنم ، روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الفلق) جب في جهنم مغطى ، وسجين جب في جهنم مفتوح .
الخامس : أنه تحت خد إبليس ، قاله كعب الأحبار .
السادس : أنه حجر أسود تحت الأرض تكتب فيه أرواح الكفار ، حكاه يحيى بن سلام .
السابع : أنه الشديد قاله أبو عبيدة وأنشد :
ضربا تواصت به الأبطال سجينا
الثامن : أنه السجن ، وهو فعيل من سجنته ، وفيه مبالغة ، قاله الأخفش علي بن عيسى ، ولا يمتنع أن يكون هو الأصل واختلاف التأويلات في محله . ويحتمل تاسعا : لأنه يحل من الإعراض عنه والإبعاد له محل الزجر والهوان كتاب مرقوم فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : مكتوب ، قاله أبو مالك .
الثاني : أنه مختوم ، وهو قول الضحاك .
الثالث : رقم له بشر لا يزاد فيهم أحد ، ولا ينقص منهم أحد ، قاله محمد بن كعب وقتادة . ويحتمل قولا رابعا ، إن المرقوم المعلوم . كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فيه أربعة تأويلات : أحدها : أن (ران) : طبع على قلوبهم ، قاله الكلبي .
الثاني : غلب على قلوبهم ، قاله ابن زيد ، ومنه قول الشاعر :
[ ص: 229 ]
وكم ران من ذنب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران وانجلى
الثالث : ورود الذنب على الذنب حتى يعمى القلب ، قاله الحسن .
الرابع : أنه كالصدإ يغشى القلب كالغيم الرقيق ، وهذا قول الزجاج .


