إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم  [ ص: 323 ] في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور   وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور   
قوله عز وجل: إذ يريكهم الله في منامك قليلا  فيه وجهان: أحدهما: أن الله أرى نبيه صلى الله عليه وسلم قلة المشركين عيانا ، وقوله في منامك  يريد في عينيك التي هي محل النوم ، قاله  الحسن   . والثاني: أنه ألقى عليه النوم وأراه قلتهم في نومه ، وهو الظاهر ، وعليه الجمهور . وإنما أراه ذلك على خلاف ما هو به لطفا أنعم به عليه وعلى أمته ، ليكون أثبت لقلوبهم وأقدم لهم على لقاء عدوهم ، ولولا ذلك لما جازت هذه الحالة من الله تعالى في نبيه صلى الله عليه وسلم. ولو أراكهم كثيرا لفشلتم  فيه وجهان: أحدهما: لاختلفتم في لقائهم أو الكف عنهم. والثاني: لجبنتم عنهم وانهزمتم منهم. ولكن الله سلم  يحتمل وجهين: أحدهما: سلم من الفشل. والثاني: لجبنتم عنهم وانهزمتم منهم ولكن الله سلم من العدو. وفيه ثالث: ولكن الله سلم أمره فيهم حتى نفذ ما حكم فيهم به من هلاكهم. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					