قوله تعالى : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  الآية . 
وأخرج  الفريابي   وسعيد بن منصور  ،  وابن راهويه  ،  وأحمد  ،  وعبد بن حميد   والبزار  ، ،  وأبو يعلى  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  والطبراني  ،  والحاكم  وصححه ،  وابن مردويه  ، عن  ابن مسعود  رفعه في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : لو أن رجلا هم فيه بإلحاد وهو بعدن   [ ص: 453 ] أبين لأذاقه الله تعالى عذابا أليما . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  والطبراني  ، عن  ابن مسعود  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم  قال : من هم بخطيئة فلم يعملها في سوى البيت لم تكتب عليه حتى يعملها ومن هم بخطيئة في البيت لم يمته الله من الدنيا حتى يذيقه من عذاب أليم . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  قال : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أنيس،  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين ، أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب فغضب عبد الله بن أنيس  فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الإسلام، وهرب إلى مكة  ، فنزلت فيه : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم   ) يعني : من لجأ إلى الحرم : بإلحاد  يعني بميل عن الإسلام . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وابن جرير  ،  والبيهقي  في " شعب الإيمان "، عن  قتادة   [ ص: 454 ] في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد  ، قال : من لجأ إلى الحرم ليشرك فيه عذبه الله . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : بشرك . 
وأخرج  ابن جرير  عن  مجاهد  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : هو أن يعبد فيه غير الله . 
وأخرج  ابن جرير  ، عن  ابن عباس  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك، من لسان أو قتل، فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم . 
وأخرج  ابن جرير  عن  حبيب بن أبي ثابت  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : هم المحتكرون الطعام  بمكة   . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  والبخاري  في " تاريخه " ،  وأبو داود  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وابن مردويه  عن  يعلى بن أمية،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  [ ص: 455 ] احتكار الطعام في الحرم  إلحاد فيه  . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  والبخاري  في " تاريخه " ،  وابن المنذر  عن  عمر بن الخطاب  قال : احتكار الطعام بمكة  إلحاد بظلم  . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عمر  قال : بيع الطعام بمكة  إلحاد . 
وأخرج  البيهقي  في " شعب الإيمان "، عن  ابن عمر   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : احتكار الطعام بمكة  إلحاد . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن أبي شيبة  ،  وابن منيع  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وابن مردويه  عن  مجاهد  قال : كان لعبد الله بن عمرو  فسطاطان : أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يصلي صلى في الذي في الحرم، واذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الذي في الحل ، فقيل له فقال : كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل : كلا والله، وبلى والله . 
 [ ص: 456 ] وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  سعيد بن جبير  في الآية قال : شتم الخادم في الحرم ظلم فما فوقه . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عمر  قال : إن قولك في الحرم : كلا والله، وبلى والله كاذبا إلحاد فيه . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  قال : تجارة الأمير بمكة  إلحاد . 
وأخرج  الحاكم  وصححه ، عن  ابن عباس  قال : أقبل تبع  يريد الكعبة، حتى إذا كان بكراع الغميم بعث الله تعالى عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم إلا بمشقة ، ويذهب القائم يقعد فيصرع، وقامت عليه ولقوا منها عناء، ودعا تبع  حبريه فسألهما : ما هذا الذي بعث علي؟ قالا : أتؤمنا قال : أنتم آمنون ، قالا : فإنك تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده . قال : فما يذهب هذا عني؟ قالا : تجرد في ثوبين ثم تقول : لبيك اللهم لبيك، ثم تدخل فتطوف به، ولا تهيج أحدا من أهله ، قال : فإن أجمعت على هذا ذهبت هذه الريح عني؟ قالا : نعم ، فتجرد ثم لبى . قال  ابن عباس  فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  الربيع بن أنس  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم   [ ص: 457 ] قال : حدثنا رجل سمعه من عقب المهاجرين والأنصار أنهم أخبروه أن أيما أحد أراد به ما أراد أصحاب الفيل عجل لهم العقوبة في الدنيا . وقال : إنما يؤتى استحلاله من قبل أهله ، فأخبرني عنهم أنه وجد سطران بمكة  مكتوبان في المقام ؛ أما أحدهما فكتابته : بسم الله، والبركة ووضعت بيتي بمكة  ، طعام أهله اللحم والسمن والتمر، ومن دخله كان آمنا، لا يحله إلا أهله ، قال : لولا أن أهله هم الذين فعلوا به ما قد علمت لعجل لهم في الدنيا العذاب ، قال : ثم أخبرني أن  عبد الله بن عمرو بن العاص  قال قبل أن يستحل منه الذي استحل، قال : أجده مكتوبا في الكتاب الأول : عبد الله  يستحل به الحرم وعنده عبد الله بن عمر بن الخطاب،   وعبد الله بن الزبير  ، فقال :  عبد الله بن عمرو بن العاص،   وعبد الله بن عمر بن الخطاب،  قال كل واحد منهما : لست قاربه إلا حاجا أو معتمرا أو حاجة لا بد منها ، وسكت  عبد الله بن الزبير  فلم يقل شيئا، فاستحل من بعد ذلك . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن مسعود  قال : من هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها ، ولو أن رجلا كان بعدن أبين حدث نفسه بأن يلحد في البيت- والإلحاد فيه : أن يستحل فيه ما حرم الله عليه- فمات قبل أن يصل إلى ذلك أذاقه الله من عذاب أليم . 
 [ ص: 458 ] وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  عن  الضحاك  في قوله : ومن يرد فيه بإلحاد  قال : إن الرجل ليهم بالخطيئة بمكة  وهو بأرض أخرى، فتكتب عليه وما عملها . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  عن  مجاهد   : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم   ) قال : من يعمل فيه عملا سيئا . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن المنذر  عن  مجاهد  قال : تضاعف السيئات بمكة  كما تضاعف الحسنات . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  عن  عطاء بن أبي رباح   : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : القتل والشرك . 
وأخرج  عبد بن حميد  ، عن  ابن أبي مليكة،  أنه سئل عن قوله : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم  قال : ما كنا نشك أنها الذنوب حتى جاء أعلاج من أهل البصرة إلى أعلاج من أهل الكوفة،  فزعموا أنها الشرك . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  عكرمة  قال : ما من عبد يهم بذنب فيؤاخذه الله بشيء حتى يعمله، إلا من هم بالبيت العتيق شرا؛ فإنه من هم به شرا عجل الله له . 
 [ ص: 459 ] وأخرج  عبد بن حميد  عن أبي الحجاج  في الآية قال : إن الرجل يحدث نفسه أن يعمل ذنبا بمكة  ، فيكتبه الله عليه ذنبا . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  عن  مجاهد  قال : رأيت  عبد الله بن عمرو  بعرفة  ومنزله في الحل ومسجده في الحرم فقلت له : لم تفعل هذا؟ قال : لأن العمل فيه أفضل، والخطيئة فيه أعظم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					