قوله تعالى : ولا أن تبدل بهن من أزواج   
وأخرج  البزار  ،  وابن مردويه  عن  أبي هريرة  قال : كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل : بادلني امرأتك وأبادلك امرأتي . أي : تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله : ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن   [ ص: 104 ] قال : فدخل عيينة بن حصن الفزاري  على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده  عائشة،  فدخل بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الاستئذان؟ قال : يا رسول الله، ما استأذنت على رجل من الأنصار منذ أدركت . ثم قال : من هذه الحميراء إلى جنبك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه  عائشة أم المؤمنين،  قال : أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟ قال : يا عيينة  إن الله حرم ذلك، فلما أن خرج قالت  عائشة :  من هذا؟ قال : أحمق مطاع، وإنه على ما ترين لسيد في قومه . 
وأخرج  ابن المنذر  عن  زيد بن أسلم  في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج  قال : كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل وله امرأة جميلة : تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك؟ 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  عبد الله بن شداد  في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج  قال : ذلك لو طلقهن، لم يحل له أن يستبدل، وقد كان ينكح بعد ما نزلت هذه الآية ما شاء . قال : ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد  أم حبيبة بنت أبي سفيان   وجويرية بنت الحارث .  
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  من طريق علي بن زيد،  عن  الحسن  في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج  قال : قصره الله  [ ص: 105 ] على نسائه التسع اللاتي مات عنهن . قال  علي :  فأخبرت بذلك  علي بن الحسين  فقال : لو شاء تزوج غيرهن، ولفظ  عبد بن حميد :  فقال : بل كان له أيضا أن يتزوج غيرهن . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن أبي مالك  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت هذه الآية : ولا أن تبدل بهن من أزواج  قال : كان يومئذ يتزوج ما شاء . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  قتادة   : وكان الله على كل شيء رقيبا  أي : حفيظا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					