لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين   وقل إني أنا النذير المبين   
أي: لا تطمح ببصرك طموح راغب فيه متمن له، إلى ما متعنا به أزواجا منهم  أصنافا من الكفار. 
فإن قلت: كيف وصل هذا بما قبله؟ 
 [ ص: 417 ] قلت: يقول لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: "قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة، وهي القرآن العظيم; فعليك أن تستغني به، ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا"، ومنه الحديث:  "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وحديث  أبي بكر   : "من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي، فقد صغر عظيما وعظم صغيرا"، وقيل: وافت من بصرى وأذرعات سبع قوافل ليهود بني قريظة  والنضير،   [ ص: 418 ] فيها أنواع البز والطيب والجوهر وسائر الأمتعة، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها، ولأنفقناها في سبيل الله، فقال لهم الله عز وعلا: "لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير من هذه القوافل السبع"، ولا تحزن عليهم   : أي: لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم أنهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام وينتعش بهم المؤمنون، وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وضعفائهم، وطب نفسا عن إيمان الأغنياء والأقوياء، "وقل": لهم، إني أنا النذير المبين   : أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم. 
				
						
						
