[ ص: 173 ] سورة الحج 
مكية ، غير ست آيات ، وهي : هذان خصمان   . . . إلى قوله . . . إلى صراط الحميد  
وهي ثمان وسبعون آية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم   
الزلزلة : شدة التحريك والإزعاج ، وأن يضاعف زليل الأشياء عن مقارها ومراكزها ولا تخلو  "الساعة"  من أن تكون على تقدير الفاعلة لها ، كأنها هي التي تزلزل الأشياء على المجاز الحكمي ، فتكون الزلزلة مصدرا مضافا إلى فاعله ، أو على تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف وإجرائه مجرى المفعول به ؛ كقوله تعالى : بل مكر الليل والنهار   [سبأ : 33 ] ، وهي الزلزلة المذكورة في قوله : إذا زلزلت الأرض زلزالها   [الزلزلة :1 ] ، واختلف في وقتها ؛ فعن  الحسن   : أنها تكون يوم القيامة ، وعن  علقمة   والشعبي   : عند طلوع الشمس من مغربها ، أمر بني آدم  بالتقوى ، ثم علل وجوبها عليهم بذكر الساعة ، ووصفها بأهول صفة ؛ لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ويتصوروها بعقولهم ، حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم ، بامتثال ما أمرهم به ربهم من التردي بلباس التقوى ، الذي لا يؤمنهم من تلك الأفزاع إلا أن يتردوا به ، وروي أن هاتين الآيتين نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق  ، فقرأهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ، ولم يضربوا الخيام وقت النزول ، ولم يطبخوا قدرا ، وكانوا من بين حزين وباك ومفكر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					