إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين هم مشركو مكة : أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأشياعهم: كانوا يضحكون من عمار وصهيب وخباب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين ويستهزؤن بهم. وقيل: جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكوا منه، فنزلت قبل أن يصل علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغامزون يغمز بعضهم بعضا، ويشيرون بأعينهم فكهين ملتذين بذكرهم والسخرية منهم، أي: ينسبون المسلمين إلى الضلال وما أرسلوا على المسلمين حافظين موكلين بهم يحفظون عليهم أحوالهم، ويهيمنون على أعمالهم، ويشهدون برشدهم وضلالهم; وهذا تهكم بهم. أو هو من جملة قول الكفار، وإنهم إذا رأوا المسلمين قالوا: إن هؤلاء لضالون; وإنهم لم يرسلوا عليهم حافظين إنكارا لصدهم إياهم عن الشرك، ودعائهم إلى الإسلام وجدهم في ذلك.


