ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز   الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير   يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور   
( ما قدروا الله حق قدره   ) ما عرفوه حق معرفته حيث أشركوا به وسموا باسمه ما هو أبعد الأشياء عنه مناسبة . ( إن الله لقوي   ) على خلق الممكنات بأسرها . ( عزيز   ) لا يغلبه شيء وآلهتهم التي يعبدونها عاجزة  [ ص: 80 ] 
عن أقلها مقهورة من أذلها . 
( الله يصطفي من الملائكة رسلا   ) يتوسطون بينه وبين الأنبياء بالوحي . ( ومن الناس   ) يدعون سائرهم إلى الحق ويبلغون إليهم ما نزل عليهم ، كأنه لما قرر وحدانيته في الألوهية ونفى أن يشاركه غيره في صفاتها بين أن له عبادا مصطفين للرسالة يتوسل بإجابتهم والاقتداء بهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى ، وهو أعلى المراتب ومنتهى الدرجات لمن سواه من الموجودات تقريرا للنبوة وتزييفا لقولهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى   ) ، والملائكة بنات الله تعالى ، ونحو ذلك . ( إن الله سميع بصير   ) مدرك للأشياء كلها . 
( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم   ) عالم بواقعها ومترقبها . ( وإلى الله ترجع الأمور   ) وإليه ترجع الأمور كلها لأنه مالكها بالذات لا يسأل عما يفعل من الاصطفاء وغيره وهم يسألون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					