حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون   لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون   
( حتى إذا جاء أحدهم الموت   ) متعلق بـ ( يصفون ) ، وما بينهما اعتراض لتأكيد الإغضاء بالاستعاذة بالله من الشيطان أن يزله عن الحلم ويغريه على الانتقام أو بقوله ( إنهم لكاذبون ) . ( قال   ) تحسرا على ما فرط فيه من الإيمان والطاعة لما اطلع على الأمر . ( رب ارجعون   ) ردوني إلى الدنيا والواو لتعظيم المخاطب . 
وقيل لتكرير قوله ارجعني كما قيل في قفا وأطرقا . 
( لعلي أعمل صالحا فيما تركت   ) في الإيمان الذي تركته أي لعلي آتي الإيمان وأعمل فيه ، وقيل في المال أو في الدنيا . 
وعنه عليه الصلاة والسلام «قال إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا أنرجعك إلى الدنيا ، فيقول إلى دار الهموم والأحزان بل قدوما إلى الله تعالى ، وأما الكافر فيقول رب ارجعون » . 
( كلا   ) ردع عن طلب الرجعة واستبعاد لها . ( إنها كلمة   ) معنى قوله ( رب ارجعون   ) إلخ ، والكلمة الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض . ( هو قائلها   ) لا محالة لتسلط الحسرة عليه . ( ومن ورائهم   ) أمامهم والضمير للجماعة . 
( برزخ   ) حائل بينهم وبين الرجعة . ( إلى يوم يبعثون   ) يوم القيامة ، وهو إقناط كلي عن الرجوع إلى الدنيا لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلى الدنيا وإنما الرجوع فيه إلى حياة تكون في الآخرة . 
				
						
						
