[ ص: 661 ] سورة التوبة 
بسم الله الرحمن الرحيم 
لها أسماء:  براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة; لأن فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق، أي: تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين، وتبحث عنها، وتثيرها، وتحفر عنها، وتفضحهم، وتنكلهم، وتشردهم، وتخزيهم، وتدمدم عليهم. 
وفي ترك التسمية في ابتدائها  أقوال: فعن  علي   وابن عباس  رضي الله عنهم: أن بسم الله أمان، وبراءة نزلت لرفع الأمان. وعن  عثمان  رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه سورة أو آية، قال: اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها تشبه قصة الأنفال; لأن فيها ذكر العهود، وفي براءة نبذ العهود، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان: القرينتين، وتعدان السابعة من الطوال، وهي سبع. وقيل: اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: الأنفال وبراءة سورة واحدة، نزلت في القتال. وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجة لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم الله; لقول من قال: هما سورة واحدة. 
 [ ص: 662 ] براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين   
1 - براءة  خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه "براءة" من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين   "من" لابتداء الغاية، متعلق بمحذوف، وليس بصلة، كما في قولك: برئت من الدين، أي: هذه براءة واصلة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم، كما تقول: كتاب من فلان إلى فلان، أو مبتدأ لتخصيصها بصفتها، والخبر إلى الذين عاهدتم  كقولك: رجل من بني تميم  في الدار، والمعنى: أن الله ورسوله قد برئا من العهد الذي عاهدتم به المشركين، وأنه منبوذ إليهم. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					