يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا   
59 - لما أمر الولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل أمر الناس بأن يطيعوهم بقوله: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم  أي: الولاة، أو العلماء; لأن أمرهم ينفذ على الأمراء. فإن تنازعتم في شيء  فإن اختلفتم أنتم وأولو الأمر في شيء من أمور الدين فردوه إلى الله والرسول  أي:  [ ص: 368 ] ارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر  أي: إن الإيمان يوجب الطاعة دون العصيان، ودلت الآية على أن طاعة الأمراء  واجبة إذا وافقوا الحق، فإذا خالفوه فلا طاعة لهم; لقوله صلى الله عليه وسلم:  "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وحكي أن مسلمة بن عبد الملك بن مروان  قال لأبي حازم:  ألستم أمرتم بطاعتنا بقوله: وأولي الأمر منكم  ؟ فقال أبو حازم:  أليس قد نزعت الطاعة عنكم إذا خالفتم الحق بقوله: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول  ؟ أي: القرآن والرسول في حياته، وإلى أحاديثه بعد وفاته. ذلك  إشارة إلى الرد، أي: الرد إلى الكتاب والسنة. خير  عاجلا وأحسن تأويلا  عاقبة. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					