ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون   
ولكل أمة  من الأمم المهلكة . 
أجل  حد معين من الزمان مضروب لمهلكهم . 
فإذا جاء أجلهم  إن جعل الضمير للأمم المدلول عليها بكل أمة ، فإظهار الأجل مضافا إليه لإفادة المعنى المقصود ، الذي هو بلوغ كل أمة أجلها الخاص بها ومجيئه إياها ، بواسطة اكتساب الأجل بالإضافة عموما يفيده معنى الجمعية ، كأنه قيل : إذا جاءهم آجالهم بأن يجيء كل واحدة من تلك الأمم أجلها الخاص بها . 
وإن جعل لكل أمة خاصة كما هو الظاهر ، فالإظهار في موقع الإضمار لزيادة التقرير ، والإضافة إلى الضمير لإفادة أكمل التمييز ; أي : إذا جاءها أجلها الخاص بها . 
لا يستأخرون  عن ذلك الأجل . 
ساعة   ; أي : شيئا قليلا من الزمان ، فإنها مثل في غاية القلة منه ; أي : لا يتأخرون أصلا ، وصيغة الاستفعال للإشعار بعجزهم وحرمانهم عن ذلك مع طلبهم له . 
ولا يستقدمون   ; أي : ولا يتقدمون عليه ، وهو عطف على يستأخرون ، لكن لا لبيان انتفاء التقدم مع إمكانه في نفسه كالتأخر ، بل للمبالغة في انتفاء التأخر بنظمه في سلك المستحيل عقلا ، كما في قوله سبحانه : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار   ; فإن من مات كافرا مع ظهور أن لا توبة له رأسا ، قد نظم في عدم القبول في سلك من سوفها إلى حضور الموت ; إيذانا بتساوي وجود التوبة حينئذ وعدمها بالمرة . 
وقيل : المراد بالمجيء : الدنو ، بحيث يمكن التقدم في الجملة ، كمجيء اليوم الذي ضرب لهلاكهم ساعة فيه ، وليس بذاك ، وتقديم بيان انتفاء الاستيخار ، لما أن المقصود بالذات بيان عدم خلاصهم من العذاب . 
وأما ما في قوله تعالى : ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون  من سبق السبق في الذكر ، فلما أن المراد هناك : بيان سر تأخير إهلاكهم مع استحقاقهم له ، حسبما ينبئ عنه قوله تعالى : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون   ; فالأهم هناك بيان انتفاء السبق . 
				
						
						
