ولما كان في الخدمة أقرب أهل ذلك الزمان إلى الله فحصل له من النورانية ما هاله لأجله إعراضهم عن الله ، قال مستأنفا تعجيبا :  [ ص: 152 ] وجدتها وقومها   أي : كلهم على ضلال كبير ، وذلك أنهم يسجدون للشمس  مبتدئين ذلك من دون الله  أي : [من] أدنى رتبة من رتب الملك الأعظم الذي لا مثل له ، وهي رتبة الأفعال لأنها مصنوع من مصنوعاته تعالى سواء كان ذلك مع الاستقلال أو الشرك وزين لهم الشيطان أعمالهم  أي : هذه القبيحة حتى صاروا يظنونها حسنة. 
ولما تسبب عن ذلك أنه أعماهم عن طريق الحق قال : فصدهم عن السبيل  أي : الذي لا سبيل إلى الله غيره ، وهو الذي بعث به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام. 
ولما تسبب عن ذلك ضلالهم ، قال : "فهم" أي : بحيث لا يهتدون  أي : لا يوجد لهم هدى ، بل هم في ضلال صرف ، وعمى محض. 
				
						
						
