ولما كان علم بذلك إنما هو لكونه إلها ، وكان غيره لا يعلم من علمه إلا ما علمه ، عبر عن ذلك بقوله : وهو الله   أي : المستأثر بالإلهية الذي لا سمي له  ، الذي لا يحيط الوصف من عظمته بأكثر من أنه عظيم على الإجمال ، وأما التفاصيل كلها أو أقلها فهيهات هيهات;  [ ص: 342 ] ثم شرح  [معنى] الاسم الأعظم  بقوله : لا إله إلا هو  ثم علل ذلك بقوله : له  أي : وحده الحمد  أي : الإحاطة بأوصاف الكمال في الأولى والآخرة  وليس ذلك لشيء سواه إن آمنوا أو كفروا وله  أي : وحده الحكم  أي : إمضاء القضاء على الإطلاق ، فلو أراد لقسرهم على الإيمان وإليه  أي : لا إلى غيره ترجعون  أي : بأيسر أمر يوم النفخ في الصور ، لبعثرة القبور ، بالبعث والنشور  ، ومع أنكم الآن أيضا راجعون في جميع أحكامكم إليه ومقصورون عليه ، إن شاء أمضاها ، وإن أراد ردها ولواها ، ففي الآيات غاية التقوية لقلوب المطيعين ، ونهاية الزجر والردع للمتمردين ، بالتنبيه على كونه قادرا على جميع الممكنات ، علما بكل المعلومات ، منزها عن النقائص والآفات يجزي الطائعين والعاصين بالقسط. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					