يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير   
قوله تعالى: جاهد الكفار والمنافقين  أما جهاد الكفار ، فبالسيف . وفي جهاد المنافقين قولان . 
أحدهما: أنه باللسان ، قاله  ابن عباس ،   والحسن ،   والضحاك ،   والربيع بن أنس .  
والثاني: جهادهم بإقامة الحدود عليهم ، روي عن  الحسن ،   وقتادة .  
 [ ص: 470 ] فإن قيل: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بجهادهم وهو يعلم أعيانهم ، فكيف تركهم بين أظهر أصحابه فلم يقتلهم؟ 
فالجواب: أنه إنما أمر بقتال من أظهر كلمة الكفر وأقام عليها ، فأما من إذا اطلع على كفره ، أنكر وحلف وقال: إني مسلم ، فإنه أمر أن يأخذه بظاهر أمره ، ولا يبحث عن سره . 
قوله تعالى: واغلظ عليهم  قال  ابن عباس   : يريد شدة الانتهار لهم ، والنظر بالبغضة والمقت . وفي الهاء والميم من "عليهم" قولان . 
أحدهما: أنه يرجع إلى الفريقين ، قاله  ابن عباس .  
والثاني: إلى المنافقين ، قاله  مقاتل   . 
				
						
						
