الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم    [ ص: 488 ] قوله تعالى: الأعراب أشد كفرا  قال  ابن عباس   : نزلت في أعاريب أسد  وغطفان  وأعراب من حول المدينة ،  أخبر الله أن كفرهم ونفاقهم أشد من كفر أهل المدينة ،  لأنهم أقسى وأجفى من أهل الحضر . 
قوله تعالى: وأجدر ألا يعلموا  قال  الزجاج   : "أن" في موضع نصب ، لأن الباء محذوفة من "أن" ، المعنى: أجدر بترك العلم . تقول: جدير أن تفعل ، وجدير بأن تفعل ، كما تقول: أنت خليق بأن تفعل ، أي: هذا الفعل ميسر فيك ، فإذا حذفت الباء لم يصلح إلا بـ "أن" وإن أتيت بالباء صلح بـ "أن" وغيرها ، فنقول: أنت جدير بأن تقوم ، وجدير بالقيام . فإذا قلت: أنت جدير القيام ، كان خطأ ، وإنما صلح مع "أن" لأن "أن" تدل على الاستقبال ، فكأنها عوض من المحذوف . فأما قوله: (حدود ما أنزل الله) فيعني به الحلال والحرام والفرائض . وقيل: المراد بالآية أن الأعم في العرب  هذا . 
				
						
						
