واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا    . 
قوله تعالى: " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا   " ; أي: في سرعة نفادها وذهابها، وقيل: في تصرف أحوالها، إذ مع كل فرحة ترحة، وهذا مفسر في سورة ( يونس: 24 ) إلى قوله: فأصبح هشيما   . قال  الفراء:  الهشيم: كل شيء كان رطبا فيبس . وقال  الزجاج:  الهشيم: النبات الجاف . وقال ابن قتيبة: الهشيم من النبت: المتفتت، وأصله من هشمت الشيء: إذا كسرته، ومنه سمي الرجل هاشما . و " تذروه الرياح   " تنسفه . وقرأ  أبي،   وابن عباس،   وابن أبي عبلة:   ( تذريه ) برفع التاء وكسر الراء بعدها ياء ساكنة وهاء مكسورة . وقرأ  ابن مسعود  كذلك، إلا أنه فتح التاء . والمقتدر: مفتعل، من قدرت . قال المفسرون: " وكان الله على كل شيء   " من الإنشاء والإفناء، " مقتدرا   " .  [ ص: 149 ] 
				
						
						
