وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون    . وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون   بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون   
قوله تعالى: وكذلك  أي: وكما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به  يعني : مؤمني أهل الكتاب ومن هؤلاء  يعني أهل مكة  من يؤمن به  وهم الذين أسلموا وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون  قال قتادة: إنما يكون الجحد بعد المعرفة . قال  مقاتل:  وهم اليهود . 
قوله تعالى: وما كنت تتلو من قبله من كتاب  قال  أبو عبيدة .  مجازه: ما كنت تقرأ قبله كتابا، و " من " زائدة . فأما الهاء في " قبله " فهي عائدة إلى القرآن . والمعنى: ما كنت قارئا قبل الوحي ولا كاتبا، وهكذا كانت صفته في التوراة والإنجيل أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، وهذا يدل على أن الذي جاء به، من عند الله تعالى . 
 [ ص: 278 ] قوله تعالى: إذا لارتاب المبطلون  أي: لو كنت قارئا كاتبا لشك اليهود فيك، ولقالوا: ليست هذه صفته في كتابنا . والمبطلون: الذين يأتون بالباطل، وفيهم ها هنا قولان . أحدهما: كفار قريش،  قاله  مجاهد   . والثاني: كفار اليهود، قاله  مقاتل .  
قوله تعالى: بل هو آيات بينات  في المكني عنه قولان . 
أحدهما: أنه النبي محمد  صلى الله عليه وسلم، ثم في معنى الكلام قولان . أحدهما: أن المعنى: بل وجدان أهل الكتاب في كتبهم أن محمدا  صلى الله عليه وسلم لا يكتب ولا يقرأ، وأنه أمي، آيات بينات في صدورهم، وهذا مذهب  ابن عباس،   والضحاك،   وابن جريج .  والثاني: أن المعنى: بل محمد  ذو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب، لأنهم يجدونه بنعته وصفته، قاله  قتادة .  
والثاني: أنه القرآن والذين أوتوا العلم: المؤمنون الذين حملوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملوه بعده . وإنما أعطي الحفظ هذه الأمة، وكان من قبلهم لا يقرؤون كتابهم إلا نظرا، فإذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه سوى الأنبياء، وهذا قول  الحسن .  
وفي المراد بالظالمين هاهنا قولان . أحدهما: المشركون، قاله  ابن عباس .  والثاني: كفار اليهود، قاله  مقاتل .  
				
						
						
