[ ص: 85 ] هذا نذير من النذر الأولى   أزفت الآزفة   ليس لها من دون الله كاشفة   أفمن هذا الحديث تعجبون   وتضحكون ولا تبكون   وأنتم سامدون   فاسجدوا لله واعبدوا   
قوله تعالى: هذا نذير  فيه قولان . 
أحدهما: أنه القرآن، نذير بما أنذرت الكتب المتقدمة، قاله  قتادة .  
والثاني: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، نذير بما أنذرت به الأنبياء، قاله  ابن جريج .  
قوله تعالى أزفت الآزفة  أي: دنت القيامة، ليس لها من دون الله كاشفة  فيه قولان . 
أحدهما: إذا غشيت الخلق شدائدها وأهوالها لم يكشفها أحد ولم يردها، قاله  عطاء،   وقتادة،   والضحاك .  
والثاني: ليس لعلمها كاشف دون الله، أي: لا يعلم علمها إلا الله، قاله  الفراء،  قال: وتأنيث "كاشفة" كقوله: "هل ترى لهم من باقية" [الحاقة: 8]، يريد: من بقاء; والعافية والباقية والناهية كله في معنى المصدر . وقال غيره: تأنيث "كاشفة" على تقدير: نفس كاشفة . 
قوله تعالى: أفمن هذا الحديث  قال  مقاتل:  يعني القرآن تعجبون  تكذيبا به، وتضحكون  استهزاء ولا تبكون  مما فيه من الوعيد؟! ويعني بهذا كفار مكة،  وأنتم سامدون  فيه خمسة أقوال .  [ ص: 86 ] أحدها: لاهون، رواه  العوفي  عن  ابن عباس،  وبه قال  الفراء   والزجاج .  قال  أبو عبيدة:  يقال: دع عنك سمودك، أي: لهوك . 
والثاني: معرضون، قاله  مجاهد .  
والثالث: أنه الغناء، وهي لغة يمانية، يقولون: اسمد لنا، أي: تغن لنا، رواه  عكرمة  عن  ابن عباس .  وقال  عكرمة:  هو الغناء بالحميرية . 
والرابع: غافلون، قاله  قتادة .  
والخامس: أشرون بطرون، قاله  الضحاك .  
قوله تعالى فاسجدوا لله  فيه قولان . 
أحدهما: أنه سجود التلاوة، قاله  ابن مسعود .  
والثاني: سجود الفرض في الصلاة . 
قال  مقاتل:  يعني بقوله:  "فاسجدوا":  الصلوات الخمس . 
وفي قوله: واعبدوا  قولان . 
أحدهما: أنه التوحيد . والثاني: العبادة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					