يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أن عبد الله بن سلام ، وأسدا ، وأسيد ابني كعب ، وثعلبة بن قيس ، وسلاما ، وسلمة ، ويامين . وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 224 ] فقالوا: يا رسول الله نؤمن بك ، وبكتابك ، وبموسى ، والتوراة ، وعزير ، ونكفر بما سوى ذلك من الكتب والرسل ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني: أن مؤمني أهل الكتاب كان بينهم وبين اليهود كلام لما أسلموا ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول مقاتل .
وفي المشار إليهم بقوله: يا أيها الذين آمنوا ثلاثة أقوال .
أحدها: أنهم المسلمون ، قاله الحسن ، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا بمحمد والقرآن ، اثبتوا على إيمانكم .
والثاني: اليهود والنصارى ، قاله الضحاك ، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا بموسى ، والتوراة ، وبعيسى ، والإنجيل: آمنوا بمحمد والقرآن .
والثالث: المنافقون ، قاله مجاهد ، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا في الظاهر بألسنتهم ، آمنوا بقلوبكم .
قوله تعالى: والكتاب الذي نزل على رسوله قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر: "نزل" على رسوله ، والكتاب الذي أنزل من قبل ، مضمومتين .
وقرأ نافع ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي: نزل على رسوله ، والكتاب الذي أنزل مفتوحتين . والمراد بالكتاب: الذي نزل على رسوله القرآن ، والكتاب الذي أنزل من قبل: كل كتاب أنزل قبل القرآن ، فيكون "الكتاب" هاهنا: اسم جنس .


