[ ص: 53 ] قوله تعالى: وأتوا به متشابها   . 
فيه ثلاثة أقوال . 
أحدها: أنه متشابه في المنظر واللون ، مختلف في الطعم ، قاله  مجاهد ،   وأبو العالية ،   والضحاك ،   والسدي ،   ومقاتل .  
والثاني: أنه متشابه في جودته ، لا ردئ فيه ، قاله  الحسن ،   وابن جريج .  
والثالث: أنه يشبه ثمار الدنيا في الخلقة والاسم ، غير أنه أحسن في المنظر والطعم ، قاله  قتادة ،   وابن زيد .  فإن قال قائل: ما وجه الامتنان بمتشابهه ، وكلما تنوعت المطاعم واختلفت ألوانها كان أحسن؟! فالجواب: أنا إن قلنا: إنه متشابه المنظر مختلف الطعم ، كان أغرب عند الخلق وأحسن ، فإنك لو رأيت تفاحة فيها طعم سائر الفاكهة ، كان نهاية في العجب . وإن قلنا: إنه متشابه في الجودة; جاز اختلافه في الألوان والطعوم . وإن قلنا: إنه يشبه صورة ثمار الدنيا مع اختلاف المعاني; كان أطرف وأعجب وكل هذه مطالب مؤثرة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					