[ ص: 436 ] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين   
قوله تعالى: قد سألها قوم من قبلكم  في هؤلاء القوم أربعة أقوال . 
أحدها: أنهم الذين سألوا عيسى  نزول المائدة ، قاله  ابن عباس ،   والحسن .  
والثاني: أنهم قوم صالح  حين سألوا الناقة ، هذا على قول  السدي .  وهذان القولان . يخرجان على أنهما سألوا الآيات . 
والثالث: أن القوم هم الذين سألوا في شأن البقرة وذبحها ، فلو ذبحوا بقرة لأجزأت ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم ، قاله ابن زيد .  وهذا يخرج على سؤال من سأل عن الحج ، إذ لو أراد الله أن يشدد عليهم بالزيادة في الفرض لشدد . 
والرابع: أنهم الذين قالوا لنبي لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ، وهذا عن ابن زيد  أيضا ، وهو يخرج على من قال: إنما سألوا عن الجهاد والفرائض تمنيا لذلك . قال  مقاتل:  كان بنو إسرائيل يسألون أنبياءهم عن أشياء ، فإذا أخبروهم بها تركوا قولهم ولم يصدقوهم ، فأصبحوا بتلك الأشياء كافرين . 
				
						
						
