القول في تأويل قوله تعالى : 
[15 - 17] ثم إنكم بعد ذلك لميتون   ثم إنكم يوم القيامة تبعثون   ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين    . 
ثم إنكم بعد ذلك  أي : بعد ما ذكر من الأمور العجيبة وتحصيل هذه الكمالات : لميتون  أي : لصائرون إلى الموت . 
قال المهايمي   : والحكيم  لا يتلف ما استكمله بأنواع التكميل ، ولذلك سيبعثه كما قال : ثم إنكم يوم القيامة تبعثون  أي : من قبوركم للحساب والمجازاة : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق  أي : سبع سماوات هي طرق للملائكة والكواكب فيها مسيرها . 
قال بعض علماء الفلك (في تفسير هذه الآية ) : أي : سبعة أفلاك ، للسبع سماوات ، لكل سماء طريق تجري بما معها من الأقمار . قال : فلذلك دلنا الله سبحانه بأن العالم الشمسي ينقسم إلى سبع طرائق ، خلاف طريق الأرض الذي يعينه قوله تعالى : فوقكم  فالمسافة ابتداء من منتصف البعد بين الشمس وعطارد تقريبا ، إلى منتهى فلك نبتون ، تنقسم إلى سبعة أقسام بحسب بعد كل سيار . كل قسم تجري فيه سماء بما معها . ويسمى هذا الطريق فلكا وما كنا عن الخلق غافلين  أي : عن ذلك المخلوق ، الذي هو السماوات ، أو جميع المخلوقات . فالتعريف على الأول ، عهدي ، وعلى الثاني استغراقي . أي : ما كنا مهملين أمر الخلق ، بل نحفظه وندبر أمره حتى يبلغ منتهى ما قدر له من الكمال ، حسبما اقتضته الحكمة ، وتعلقت به المشيئة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					