القول في تأويل قوله تعالى : 
[34] ولقد أنـزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين    . 
ولقد أنـزلنا إليكم آيات مبينات  أي : واضحات أو مفسرات لكل ما تهم حاجتكم إليه من عبادات ومعاملات وآداب . ومنه ما ذكر قبل ، من النهي عن الإكراه . فلا يخفى المراد منها : ومثلا من الذين خلوا من قبلكم  أي : خبرا عظيما عن الأمم الماضية وما حل بهم ، بظلمهم وتعديهم حدود الله : وموعظة للمتقين  أي : فيتعظون به وينزجرون عما لا ينبغي لهم . كما قال تعالى : فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين  أي : عبرة يعتبرون بها . وإيثار المتقين لحث المخاطبين على الانتظام في سلكهم ، فإنهم الفائزون . وقوله تعالى : 
				
						
						
