القول في تأويل قوله تعالى: 
[11 - 17] ذرني ومن خلقت وحيدا   وجعلت له مالا ممدودا   وبنين شهودا   ومهدت له تمهيدا   ثم يطمع أن أزيد   كلا إنه كان لآياتنا عنيدا   سأرهقه صعودا   
ذرني ومن خلقت وحيدا  أي: لا مال له ولا ولد. 
وجعلت له مالا ممدودا  أي: مبسوطا كثيرا، أو ممدودا بالنماء. 
وبنين شهودا  أي: رجالا يشهدون معه المحافل والمجامع، أو حضورا معه يأنس بهم، لا يحوجه سفرهم وركوبهم الأخطار، لاستغنائهم عن التكسب والمدح. 
ومهدت له تمهيدا  أي: بسطت له في العيش والجاه والرياسة. 
ثم يطمع أن أزيد  أي: من المال والولد والجاه. أو من النعيم الأخروي. وهذا أظهر لقوله: 
كلا  أي: لا يكون ما يأمل ويرجو؛ لأن الجدير بالزيادة من نعيم الآخرة هم المتقون، لا هو، إنه كان لآياتنا عنيدا  أي: معاندا للحجج المنزلة والمرسلة. 
سأرهقه صعودا  أي: سأغشيه عقبة شاقة المصعد. وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق، قاله  الزمخشري   . 
قال الشهاب:  ومعنى كونه مثلا، أنه شبه ما يسوقه الله له من المصائب، بتكليف الصعود  [ ص: 5976 ] في الجبال الوعرة الشاهقة، وأطلق لفظه عليه. فهو استعارة تمثيلية. 
ثم علل إرهاقه ذلك بقوله: 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					