القول في تأويل قوله تعالى: 
[ 9 - 11 ] أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور   وحصل ما في الصدور   إن ربهم بهم يومئذ لخبير   
أفلا يعلم  أي: أبعد هذا الاحتجاب ومخالفة العقل، ولا يعلم بنور فطرته وقوة عقله إذا بعثر ما في القبور  أي: بعث وأثير ما في القبور وإخراج موتاها. 
وحصل ما في الصدور  أي: أظهر وأبرز ما في صدورهم ونفوسهم من أسرارهم ونياتهم المكتومة فيها، من خير أو شر. 
إن ربهم بهم يومئذ لخبير  أي: عالم بأسرارهم وضمائرهم وأعمالهم، فيجازيهم على حسبها يومئذ. وتقديم الظرف، إما لمكان نظم السجع ورعاية الفواصل، أو للتخصيص لوقوع علمه تعالى كناية عن مجازاته، وهي إنما تكون يومئذ. 
قال الرازي:  وإنما خص أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح، لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب،  فإنه لولا البواعث والإرادات في القلوب، لما حصلت أفعال الجوارح; ولذلك جعلها تعالى الأصل في الذم فقال: آثم قلبه  والأصل في المدح فقال: وجلت قلوبهم  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					