[فصل] 
ولا يتعلم إلا ممن تكملت أهليته، وظهرت ديانته، وتحققت معرفته، واشتهرت صيانته؛ فقد قال  محمد بن سيرين   ومالك بن أنس  وغيرهما من السلف: هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم  . 
وعليه أن ينظر إلى معلمه بعين الاحترام  ، ويعتقد كمال أهليته، ورجحانه على طبقته، فإنه أقرب إلى انتفاعه به. 
وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال: اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني. 
وقال الربيع صاحب الشافعي   - رحمهما الله -: ما اجترأت أن أشرب الماء  والشافعي  ينظر إلي هيبة له. 
وروينا عن أمير المؤمنين  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه – قال: من حق المعلم عليك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه إذا قام، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض - أي تشبع - من طول صحبته  . 
وينبغي أن يتأدب بهذه الخصال التي أرشد إليها  علي   - كرم الله وجهه - وأن يرد غيبة شيخه إن قدر، فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس اهـ. 
				
						
						
