قال ( وإذا أتى مزدلفة  فالمستحب أن يقف بقرب الجبل الذي عليه المقيدة يقال له قزح     ) لأن النبي عليه الصلاة والسلام وقف عند هذا الجبل ، وكذا  عمر  رضي الله عنها ، ويتحرز في النزول عن الطريق كي لا يضر بالمارة فينزل عن يمينه أو يساره . ويستحب أن يقف وراء الإمام لما بينا في الوقوف بعرفة    . قال ( ويصلي الإمام بالناس المغرب والعشاء بأذان وإقامة واحدة  ( المزدلفة    )     ) وقال  زفر  رحمه الله : بأذان وإقامتين اعتبارا بالجمع بعرفة    . ولنا رواية  جابر  رضي الله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بينهما بأذان وإقامة واحدة   } ولأن العشاء في وقته فلا يفرد بالإقامة إعلاما ، بخلاف العصر بعرفة  لأنه مقدم على وقته فأفرد بها لزيادة الإعلام ( ولا يتطوع بينهما ) لأنه يخل بالجمع ، ولو تطوع أو تشاغل بشيء أعاد الإقامة  [ ص: 479 ] لوقوع الفصل ، وكان ينبغي أن يعيد الأذان كما في الجمع الأول بعرفة  ، إلا أنا اكتفينا بإعادة الإقامة ، لما روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب بمزدلفة  ثم تعشى ثم أفرد الإقامة للعشاء   } . ولا تشترط الجماعة لهذا الجمع عند  أبي حنيفة  رحمه الله لأن المغرب مؤخرة عن وقتها ، بخلاف الجمع بعرفة  لأن العصر مقدم على وقته . 
     	
		 
				
						
						
