[ ص: 57 ] قال ( ومن غصب عبدا فباعه وأعتقه المشتري ثم أجاز المولى البيع  فالعتق جائز ) استحسانا ، وهذا عند  أبي حنيفة   وأبي يوسف    . 
وقال  محمد  رحمهم الله : لا يجوز لأنه لا عتق بدون الملك ، قال عليه الصلاة والسلام { لا عتق فيما لا يملك ابن آدم    } والموقوف لا يفيد الملك ، ولو ثبت في الآخرة يثبت مستندا وهو ثابت من وجه دون وجه ، والمصحح للإعتاق الملك الكامل لما روينا ، ولهذا لا يصح أن يعتق الغاصب ثم يؤدي الضمان ، ولا أن يعتق المشتري والخيار للبائع ثم يجيز البائع ذلك ،  [ ص: 58 ] وكذا لا يصح بيع المشتري من الغاصب فيما نحن فيه مع أنه أسرع نفاذا حتى نفذ من الغاصب إذا أدى الضمان ، وكذا لا يصح إعتاق المشتري من الغاصب إذا أدى الغاصب الضمان .  ولهما  أن الملك ثبت موقوفا بتصرف مطلق موضوع لإفادة الملك ، ولا ضرر فيه على ما مر فتوقف الإعتاق مرتبا عليه وينفذ بنفاذه فصار كإعتاق المشتري من الراهن وكإعتاق الوارث عبدا من التركة وهي مستغرقة بالديون يصح ، وينفذ إذا قضى الديون بعد ذلك ،  [ ص: 59 ] بخلاف إعتاق الغاصب بنفسه لأن الغصب غير موضوع لإفادة الملك ، وبخلاف ما إذا كان في البيع خيار البائع لأنه ليس بمطلق ، وقران الشرط به يمنع انعقاده في حق الحكم أصلا ، وبخلاف بيع المشتري من الغاصب إذا باع لأن بالإجازة يثبت للبائع ملك بات ، فإذا طرأ على ملك موقوف لغيره أبطله ، وأما إذا أدى الغاصب الضمان ينفذ إعتاق المشتري منه كذا ذكره هلال  رحمه الله وهو الأصح 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					