قال ( ومن ارتث غسل ) وهو من صار خلفا في حكم الشهادة لنيل مرافق الحياة لأن بذلك يخف أثر الظلم فلم يكن في معنى شهداء أحد ( والارتثاث : أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يداوى أو ينقل من المعركة حيا ) لأنه نال بعض مرافق الحياة . وشهداء أحد ماتوا عطاشى والكأس تدار عليهم فلم يقبلوا خوفا من نقصان الشهادة ، إلا إذا حمل من مصرعه كي لا تطأه الخيول ، لأنه ما نال شيئا من الراحة ، ولو آواه فسطاط أو خيمة كان مرتثا لما بينا ( ولو بقي حيا حتى مضى وقت صلاة وهو يعقل فهو [ ص: 149 ] مرتث ) لأن تلك الصلاة صارت دينا في ذمته وهو من أحكام الأحياء . قال : وهذا مروي عن أبي يوسف ، ولو أوصى بشيء من أمور الآخرة كان ارتثاثا عند أبي يوسف لأنه ارتفاق . وعند محمد لا يكون لأنه من أحكام الأموات


