ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل    [ 246 ] 
قيل : الملأ : الأشراف ؛ لأنهم مليئون بما يدخلون فيه . إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله  جزم لأنه جواب الطلب ، والطلب في لفظ الأمر ، ويجوز : " نقاتل في سبيل الله " رفعا بمعنى نحن نقاتل ، أي فأنا ممن يقاتل . ومن قرأ بالياء " يقاتل " فالوجه عنده الرفع ؛ لأنه نعت لملك . قال هل عسيتم  قال أبو حاتم   : ولا وجه لـ " عسيتم " . وقد قرأ  الحسن  به ،  ونافع  ،  وطلحة بن مصرف   . ولو كان كذا لقرئت : " فعسي الله " . قال  أبو جعفر   : حكى يعقوب بن السكيت  وغيره أن " عسيت " لغة ، ولكنها لغة رديئة ، فإذا قال : " عسى الله " ، ثم قال : " فهل عسيتم " استعمل اللغتين جميعا ، إلا أنه ينبغي له أن يقرأ بأفصح اللغتين وهي فتح السين . إن كتب عليكم القتال  شرط ألا تقاتلوا  في موضع نصب . قال  أبو إسحاق   : أي هل عسيتم مقاتلة . قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله  قال  الأخفش   : " أن " زائدة . وقال  الفراء   : هو محمول على المعنى ، أي : وما منعنا ، كما تقول : ما لك ألا تصلي ، أي ما منعك ؟ وقيل : المعنى : وأي شيء لنا في ألا نقاتل في سبيل الله ؟ وهذا أجودها . ( وأن ) في موضع نصب . وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا  أي سبيت ذرارينا . تولوا إلا قليلا منهم  استثناء . 
 [ ص: 326 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					