صراط الذين    [ 7 ] 
بدل ، و الذين  في موضع خفض بالإضافة ، وهو مبني لئلا يعرب الاسم من وسطه أنعمت عليهم  داخل في الصلة ، والهاء والميم يعود على الذين  
وفي عليهم  خمس لغات قرئ بها كلها : 
قرأ ابن أبي  [ ص: 175 ] إسحاق :   ( أنعمت عليهمو ) بضم الهاء وإثبات الواو ، وهذا هو الأصل أن تثبت الواو ، كما تثبت الألف في التثنية . 
وقرأ  الحسن   : ( أنعمت عليهمي ) بكسر الهاء وإثبات الياء ، وكسر الهاء لأنه كره أن يجمع بين ياء وضمة ، والهاء ليس بحاجز حصين ، وأبدل من الواو ياءا لما كسر ما قبلها . 
وقرأ أهل المدينة   : ( عليهم ) بكسر الهاء وإسكان الميم ، وهي لغة أهل نجد   . 
وقرأ  حمزة  ، وأهل الكوفة   : ( عليهم ) بضم الهاء وإسكان الميم ، فحذفوا الواو لثقلها . وإن المعنى يشكل إذ كان يقال في التثنية : ( عليهما ) . 
واللغة الخامسة قرأ بها  الأعرج   : ( عليهمو ) بكسر الهاء والواو . 
وحكي لغتان شاذتان وهما : ضم الهاء والميم بغير واو ، وكسرهما بغير ياء . وقال  محمد بن يزيد   : وهذا لا يجوز ؛ لأنه مستقبل . 
فإن قيل : فلم قيل : " منه " فضمت الهاء ؟ فالجواب : إن النون في ( منه ) ساكنة . 
قال  أبو العباس   : وناس من بني بكر بن وائل  يقولون : ( عليكم ) فيكسرون الكاف كما يكسرون الهاء ؛ لأنها مهموسة مثلها ، وهي إضمار كما أن الهاء إضمار ، وهذا غلط فاحش لأنها ليست مثلها في الخفاء . 
غير المغضوب عليهم  خفض على البدل من الذين  وإن شئت نعتا . قال ابن كيسان   : ويجوز أن يكون بدلا من  [ ص: 176 ] الهاء والميم في عليهم  وروى  الخليل  رحمه الله ، عن  عبد الله بن كثير   : ( غير المغضوب ) بالنصب ، قال  الأخفش   : هو نصب على الحال ، وإن شئت على الاستثناء . قال  أبو العباس   : هو استثناء ليس من الأول . قال الكوفيون : لا يكون استثناءا ؛ لأن بعده ( ولا ) ولا تزاد ( لا ) في الاستثناء . قال  أبو جعفر   : وذا لا يلزم ؛ لأن فيه معنى النفي . وقال : غير المغضوب عليهم  ولم يقل : " المغضوبين " ؛ لأنه لا ضمير فيه . قال ابن كيسان   : هو موحد في معنى جمع ، وكذلك كل فعل المفعول إذا لم يكن فيه خفض مرفوع ، نحو المنظور إليهم والمرغوب فيهم . 
و المغضوب  بإضافة " غير " إليه ، و " عليهم " في موضع رفع ؛ لأنه اسم ما لم يسم فاعله ( لا ) : زائدة عند البصريين ، وبمعنى " غير " عند الكوفيين . و الضالين  عطف على " المغضوب عليهم " ، والكوفيون يقولون : نسق ،  وسيبويه  يقول : إشراك . 
والأصل في " الضالين " : الضاللين ، ثم أدغمت اللام في اللام ، فاجتمع ساكنان ، وجاز ذلك لأن في الألف مدة ، والثاني مدغم ، إلا أن  أيوب السختياني  همز فقرأ : ( ولا الضألين ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					