قوله ( والكنايات نوعان : ظاهرة ، وهي سبعة    : أنت خلية ، وبرية ، وبائن ، وبتة ، وبتلة . وأنت حرة ، وأنت الحرج ) . هذا المذهب ، أعني أنها السبعة . وكذا " أعتقتك " وعليه أكثر الأصحاب . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمه في الفروع ، وغيره . وقيل " أبنتك " ك " أنت بائن " وهو ظاهر كلامه في المستوعب . فإنه قال : فإن قيل " أبنتك " مثل " بائن " ويحتمل " أظهرتك " كما يحتمل " خلية " من حيزه .  [ ص: 477 ] قلنا : قد وجد في بعض الألفاظ " أبنتك " ولأنه أظهر في الإبانة من " خلية " فاستوى تصريفه ; ولأننا قد بينا أن في " أطلقتك " وجهين ، للمعنيين المختلفين . فإن وجد مثله : جوزناه . انتهى . 
وجعل أبو بكر    " لا حاجة لي فيك " و " باب الدار لك مفتوح " ك " أنت بائن " . وجعل الشريف أبو جعفر    " أنت مخلاة " ك " أنت خلية " . وفرق بينهما  ابن عقيل  ، فقال : لأن الرجعية يقع عليها اسم " مخلاة " بطلقة . ويحسن أن يقال للزوج " خلها بطلقة " . وأيضا : فإن " الخلية " هي الخالية من زوج . و " الرجعية " ليست خالية . انتهى . 
وقال في المستوعب ، فإن قيل " مخلاة " و " خليتك " و " خلية " بمعنى واحد ، فلم ألحقتموها بالخفية ؟ قلنا : قد كان القياس يقتضي ذلك ، مثل " مطلقة " و " طلقتك " و " طالق " ولكن تركناه للتوقيف الذي تقدم ذكره . ولم نجدهم ذكروا إلا " خلية " انتهى . 
وقال  ابن عقيل  في الكنايات الظاهرة " أنت طالق لا رجعة لي عليك " . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، وقدمه في الرعايتين . وقيل : هي صريحة في طلقة ، كناية ظاهرة فيما زاد . واختاره ابن عبدوس  في تذكرته ، والشيخ تقي الدين  رحمه الله ، وقال : هذه اللفظة صريحة في الإيقاع ، كناية في العدد . فهي مركبة من صريح وكناية . انتهى . 
قلت    : فيعايى بها .  [ ص: 478 ]  وعنه    : تقع بها طلقة بائنة .  وعنه    : أن قوله " أنت حرة " ليست من الكنايات الظاهرة . بل من الخفية قال الزركشي    : وهو ظاهر كلام  الخرقي    . وأطلقهما في المستوعب .  وعنه    : أن " أعتقتك " ليست من الكنايات الظاهرة . وأطلقهما في المغني ، والشرح ، والنظم . 
				
						
						
