قال شيخنا    : ومن دعي عليه ظلما له أن يدعو على ظالمه بمثل ما دعا به عليه  ، نحو : أخزاك الله ، أو لعنك الله ، أو يشتمه بغير فرية ، نحو يا كلب يا خنزير ، فله أن يقول له مثل ذلك ، لقوله تعالى { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل    } فعلم أنه لا سبيل إلا على الظالم للناس الباغي ، وإذا كان له أن يستعين بالمخلوق من وكيل وولي أمر وغيرهما فاستعانته  [ ص: 119 ] بخالقه أولى بالجواز ، قال الإمام  أحمد    : الدعاء قصاص ومن دعا على ظالمه فما صبر يريد بذلك أن الداعي منتصر ، والانتصار وإن كان جائزا لكن قال تعالى { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور    } { وقوله صلى الله عليه وسلم  لعائشة  لما دعت على السارق لا تسبخي   } أي لا تخففي عنه ، ثم ذكر قصة أبي بكر  الأخيرة التي رواها أبو داود  ، قال : وإذا دعا عليه بما آلمه بقدر ألم ظلمه فهذا عدل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					