5507  293  - 3 \ 338، 339 (5456) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،  ثنا محمد بن سنان القزاز،  ثنا  أبو عاصم  وسعد بن عامر  قالا: ثنا المثنى بن سعيد القصير،  حدثني أبو جمرة  قال: قال لنا  ابن عباس   : ألا أخبركم بإسلام  أبي ذر  ؟   [ ص: 304 ] قال: قلنا: بلى. قال: قال  أبو ذر   : كنت رجلا من غفار،  فبلغنا أن رجلا خرج بمكة  يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني بخبره، فانطلق فلقيه ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر، قال: فقلت له: لم يشفني من الخبر. قال: فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة،  فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي  فقال: كأن الرجل غريب؟ قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، فانطلقت معه، لا يسألني عن شيء ولا أخبره، قال: ثم لما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء، فمر بي علي  فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد، قال: قلت: لا، قال: انطلق معي، فقال: ما أقدمك هذه البلدة؟ قلت له: إن كتمت علي أخبرتك، قال: فإني أفعل، قلت له: بلغنا أنه خرج من هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه، قال: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي فاتبعني وادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط أصلح نعلي، وامض أنت، قال: فمضى ومضيت معه، حتى دخل ودخلت معه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، اعرض علي الإسلام، فعرض علي الإسلام، فأسلمت مكاني، قال: فقال لي: يا  أبا ذر  اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل، قال: فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش  فيه فقال: يا معشر قريش  أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا، فضربت لأموت فأدركني العباس  فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من بني غفار،  ومتجركم وممركم على غفار؟  فأقلعوا عني، فلما أصبحت الغد رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فأدركني العباس  فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس، فكان أول إسلام  أبي ذر   . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. 
كذا قال ووافقه الذهبي   .      	
		 [ ص: 305 ] 
				
						
						
