2989  3  - حدثنا الفضل بن يعقوب ،  قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ،  قال : حدثنا  المعتمر بن سليمان ،  قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي ،  قال : حدثنا  بكر بن عبد الله المزني  وزياد  [ ص: 82 ] ابن جبير ، عن جبير بن حية  قال : بعث  عمر  الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمزان ،  فقال : إني مستشيرك في مغازي هذه ، قال : نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان ، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس ، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس ، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس ، فالرأس كسرى  والجناح قيصر  والجناح الآخر فارس ، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى .  
وقال بكر  وزياد  جميعا عن جبير بن حية  قال : فندبنا  عمر  واستعمل علينا  النعمان بن مقرن  حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى  في أربعين ألفا ، فقام ترجمان فقال : ليكلمني رجل منكم ، فقال  المغيرة :  سل عما شئت ، قال : ما أنتم ؟ قال : نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر ، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه ، فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية ،  وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ، ومن بقي منا ملك رقابكم . 
فقال النعمان :  ربما أشهدك الله مثلها مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					