106 الأصل

[ 62 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة؟

فقال: لا، "إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين"، . أو قال: "فإذا أنت قد طهرت".

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

أَيُّوبُ: هُوَ ابْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَكِّيُّ الْقُرَشِيُّ، أَبُو مُوسَى.

سَمِعَ: حُمَيْدَ بْنَ نَافِعٍ، وَسَعِيدَ الْمَقْبُرِيَّ، وَمَكْحُولًا.

وَرَوَى عَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمْ [ ص: 197 ]

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ: هُوَ أَبُو رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.

رَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.

رَوَى عَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ.

وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.

وَقَوْلُهَا: أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي أَيْ: أُحْكِمُهُ وَأُبَالِغُ فِيهِ، وَالضَّفْرُ: فَتْلُ الشَّعَرِ عَلَى طَاقَاتٍ.

وَفِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْمَرْأَةِ نَقْضُ ضَفِيرَتِهَا، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا كَانَ يَصِلُ الْمَاءَ إِلَيْهَا مِنْ غَيْرِ نَقْضٍ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْتَفُونَ بِإِفَاضَةِ الْمَاءِ عَلَى ظَاهِرِهَا، يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ فِي صِفَةِ الْغُسْلِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَنَحْنُ نُفِيضُ عَلَى رُءُوسِنَا خَمْسًا مِنْ أَجْلِ الضَّفْرِ.

وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْفِنِي عَلَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ وَاغْمِزِي قُرُونَكِ عِنْدَ كُلِّ حَفْنَةٍ [ ص: 198 ]

وَقَوْلُهُ: أَنْ تَحْثِي يُقَالُ: حَتَّى يَحْثِيَ وَيَحْثُوَ، وَاللَّفْظَةُ فِي التُّرَابِ وَنَحْوِهِ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا.

وَقَوْلُهُ: تُفِيضِينَ عَلَيْكِ الْمَاءَ يَعْنِي: عَلَى سَائِرِ الْجَسَدِ، وَيُسْتَحَبُّ الِابْتِدَاءُ بِالْمُيَامِنِ.

الشرح

أيوب: هو ابن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص المكي القرشي، أبو موسى.

سمع: حميد بن نافع، وسعيد المقبري، ومكحولا.

وروى عنه: السفيانان، وشعبة، وغيرهم [ ص: 197 ]

وعبد الله بن رافع: هو أبو رافع، مولى أم سلمة.

روى عنها، وعن: أبي هريرة.

روى عنه: سعيد المقبري، وأفلح بن حميد، وأيوب بن خالد.

والحديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، عن ابن عيينة.

وقولها: أشد ضفر رأسي أي: أحكمه وأبالغ فيه، والضفر: فتل الشعر على طاقات.

وفيه أنه ليس على المرأة نقض ضفيرتها، وهو محمول على ما إذا كان يصل الماء إليها من غير نقض، وليس المعنى أنهم كانوا يكتفون بإفاضة الماء على ظاهرها، يدل عليه ما روي عن عائشة أنها قالت في صفة الغسل: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفيض على رأسه ثلاث مرات ونحن نفيض على رءوسنا خمسا من أجل الضفر.

وفي بعض روايات حديث أم سلمة: إنما يكفيك أن تحفني على رأسك ثلاث حفنات واغمزي قرونك عند كل حفنة [ ص: 198 ]

وقوله: أن تحثي يقال: حتى يحثي ويحثو، واللفظة في التراب ونحوه أكثر استعمالا.

وقوله: تفيضين عليك الماء يعني: على سائر الجسد، ويستحب الابتداء بالميامن.