1672 1673 ص: ثم قد روي عن عائشة - رضي الله عنها - بعد هذا أحاديث في الوتر إذا كشفت رجعت إلى معنى حديث سعد بن هشام هذا، فمن ذلك ما حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال: ثنا سعيد بن منصور ، قال: ثنا هشيم ، قال: أنا أبو حرة ، قال: ثنا الحسين ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة قالت: " كان رسول الله - عليه السلام - إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين، ثم صلى ثمان ركعات، ثم أوتر". .
فأخبرت ها هنا أنه كان يصلي ركعتين، ثم ثماني، ثم يوتر، فكان معنى "ثم يوتر" يحتمل: ثم يوتر بثلاث منهن ركعتان من الثمان وركعة بعدها، فيكون جميع ما صلى إحدى عشرة.
ويحتمل: ثم يوتر بثلاث متتابعات، فيكون جميع ما صلى ثلاث عشرة ركعة.
[ ص: 27 ] فنظرنا فيما يحتمل من ذلك; هل جاء شيء يدل على شيء منه بعينه؟ فإذا إبراهيم بن مرزوق ، ومحمد بن سليمان الباغندي ، قد حدثانا، قالا: ثنا أبو الوليد ، قال: ثنا حصين بن نافع العنبري ، عن الحسن ، عن سعد بن هشام ، قال: " دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فقلت: حدثيني عن صلاة رسول الله - عليه السلام -، قالت: كان النبي - عليه السلام - يصلي بالليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة، فلما بدن صلى ست ركعات وأوتر بالسابعة وصلى ركعتين وهو جالس". .
ففي هذا الحديث أنه كان يوتر بالتاسعة فذلك يحتمل أن يكون يوتر بالتاسعة مع اثنتين من الثمان التي قبلها حتى يتفق هذا الحديث وحديث زرارة ولا يتضادان.


