219 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: نا أبو عامر العقدي ، قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، - رضي الله عنهما -: " أنه كان يغسل رجليه إذا توضأ" .

التالي السابق

الشرح

ش: إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

وَأَبُو عَامِرٍ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، وَالْعَقَدِيُّ -بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالْقَافِ- نِسْبَةً إِلَى الْعَقَدِ -بِالتَّحْرِيكِ- قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ ، وَقِيلَ: مِنْ بَجِيلَةَ .

[ ص: 366 ] وَالْمَاجُشُونُ -بِضَمِّ الْجِيمِ كَذَا فِي "الْعُبَابِ" وَقَالَ: هِيَ ثِيَابٌ مُصَبَّغَةٌ، وَأَنْشَدَ لِأُمَيَّةَ الْهُذَلِيِّ .

وَتَخْفِي بِخَيْفَاءَ مُغَبَّرَةٍ تَخَالُ الْقَتَامَ بِهَا الْمَاجُشُونَا

أَيْ تَخْفِي شَخْصَ الرَّجُلِ لِسُرْعَتِهَا، قَالَهُ أَبُو سَعِيدٍ . وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمَاجُشُونُ: السَّفِينَةُ، وَمَاجُشُونُ مِنَ الْأَلْقَابِ، وَهُوَ مُعَرَّبُ مَاهُ كُونُ، وَمَعْنَاهُ: الْمُوَرَّدُ عَلَى لَوْنِ الْقَمَرِ، وَهُوَ مِنَ الْأَبْنِيَةِ الَّتِي أَغْفَلَهَا سِيبَوَيْهِ . انْتَهَى.

قُلْتُ: "مَاهُ" بِالْفَارِسِيَّةِ هُوَ الْقَمَرُ، وَكُونُ: مَعْنَاهُ اللَّوْنُ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا الْكَلَامَ فِيهِ فِي كِتَابِ الرِّجَالِ.

وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ": عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : "كَانَ فِي تَوَضُّئِهِ يُنَقِّي رِجْلَيْهِ، وَيُنَظِّفُ أَصَابِعَ يَدَيْهِ مَعَ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ، وَيَتَتَبَّعُ ذَلِكَ حَتَّى يُنَقِّيَهُ" .

عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي [رَوَّادٍ ]، عَنْ نَافِعٍ : "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ بِأَكْثَرِ وُضُوئِهِ" .

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : "فَوَضَّأْتُ أَنَا الثَّوْرِيَّ فَرَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ، يَغْسِلُهُمَا فَيُكْثِرُ" .

ش: إسناده على شرط الشيخين.

وأبو عامر اسمه عبد الملك بن عمرو ، والعقدي -بفتح العين المهملة والقاف- نسبة إلى العقد -بالتحريك- قبيلة من اليمن ، وقيل: من بجيلة .

[ ص: 366 ] والماجشون -بضم الجيم كذا في "العباب" وقال: هي ثياب مصبغة، وأنشد لأمية الهذلي .

وتخفي بخيفاء مغبرة تخال القتام بها الماجشونا

أي تخفي شخص الرجل لسرعتها، قاله أبو سعيد . وقال غيره: الماجشون: السفينة، وماجشون من الألقاب، وهو معرب ماه كون، ومعناه: المورد على لون القمر، وهو من الأبنية التي أغفلها سيبويه . انتهى.

قلت: "ماه" بالفارسية هو القمر، وكون: معناه اللون، وقد استقصينا الكلام فيه في كتاب الرجال.

وروى عبد الرزاق في "مصنفه": عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر : "كان في توضئه ينقي رجليه، وينظف أصابع يديه مع أصابع رجليه، ويتتبع ذلك حتى ينقيه" .

عبد الرزاق ، عن عبد العزيز بن أبي [رواد ]، عن نافع : "أن ابن عمر كان يغسل قدميه بأكثر وضوئه" .

قال عبد الرزاق : "فوضأت أنا الثوري فرأيته يفعل ذلك، يغسلهما فيكثر" .