6862 6863 6864 6865 ص: وقد روي في هذا أيضا عن عبد الله بن عمرو .
حدثنا محمد بن الحجاج ، قال: ثنا أسد (ح).
وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج، قالا: ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه قال: " ما رأيت النبي -عليه السلام- يأكل متكئا [قط] ". .
[ ص: 420 ] فقد يجوز أن يكون اجتنب ذلك لما قال الشعبي، ، وقد يجوز في ذلك معنى آخر.
فإنه حدثنا يحيى بن عثمان، قال: ثنا أبي ، قال: ثنا ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن إسماعيل الأعور قال: " كان رسول الله -عليه السلام- يأكل متكئا، فنزل عليه جبريل -عليه السلام- فقال: انظروا إلى هذا العبد كيف يأكل متكئا؟! قال: فجلس رسول الله -عليه السلام-".
فقد يجوز أن يكون هذا المعنى الذي من أجله قال: "لا آكل متكئا" ؛ لأنه فعل الملوك والجبابرة، وفعل الأعاجم؛ فكره ذلك ورغب في فعل العرب، كما روي عن عمر - رضي الله عنه - .
فإنه حدثنا حسين بن نصر، قال: سمعت يزيد بن هارون، قال: أنا عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، قال: "أتانا كتاب عمر . - رضي الله عنه -: اخشوشنوا ، واخشوشبوا، ، واخلولقوا، وتمعددوا كأبيكم معد، وإياكم والتنعم وزي العجم".
أفلا ترى أنه نهاهم عن زي العجم، وأمرهم بالتمعدد وهو العيش الخشن الذي يعرفه العرب، فكذلك الأكل متكئا نهوا عنه لأنه فعل العجم، وأما الشرب قاعدا فأمروا به خوفا مما يحدث عليهم في صدورهم، فليس في ذلك شيء من زي العجم.


