5022  5023  5024  5025 ص: فإن قال قائل: لم يدخل ما اختلفنا نحن وأنتم فيه من القصاص في هذا; لأن الله -عز وجل- قال: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به  
 [ ص: 273 ] قيل له: ليست هذه الآية يراد بها هذا المعنى، إنما أريد بها ما قد روي عن النبي -عليه السلام- مما رواه  ابن عباس:  وأبو هريرة   - رضي الله عنهم -: 
حدثنا فهد  ، قال: ثنا  يحيى بن عبد الحميد الحماني  ، قال: ثنا  قيس  ، عن  ابن أبي ليلى  ، عن  الحكم  ، عن مقسم  ، عن  ابن عباس  ، قال:  "لما قتل حمزة  ، - رضي الله عنه - ومثل به، قال رسول الله -عليه السلام-: لئن ظفرت بهم لأمثلن بسبعين رجلا منهم،  فأنزل الله -عز وجل- قال: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين  فقال رسول الله -عليه السلام-: بل نصبر".  
حدثنا محمد بن خزيمة  ، قال: ثنا  الحجاج بن المنهال   (ح). 
وحدثنا الحسين بن عبد الله بن منصور،  قال: ثنا  الهيثم بن جميل  ، قالا: ثنا  صالح المري  ، عن  سليمان التيمي  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، عن  أبي هريرة:   "أن رسول الله -عليه السلام- وقف على حمزة  حين استشهد، فنظر إلى أمر لم ينظر إلى أمر قط أوجع لقلبه منه، فقال: يرحمك الله، إن كنت لوصولا للرحم، فعولا للخيرات، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواج شتى، وايم الله لأمثلن بسبعين منهم، فنزل جبريل -عليه السلام- والنبي -عليه السلام- واقف بعد بخواتيم سورة النحل: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين  إلى آخر السورة، فصبر رسول الله -عليه السلام- وكفر يمينه". 
فإنما نزلت هذه الآية في هذا المعنى، لا في المعنى الذي ذكرت. 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					