4874  4875  4876 ص: وأما ما ذكروا من فعل  عبد الله بن مسعود   - رضي الله عنه - ومذهبه في ذلك إلى مثل ما روى  سلمة   - رضي الله عنه - فقد خالفه فيه غيره من أصحاب رسول الله -عليه السلام-. 
حدثنا صالح بن عبد الرحمن  ، قال: ثنا  يوسف بن عدي  ، قال: ثنا  أبو الأحوص  ، عن  عطاء بن السائب  ، عن  أبي عبد الرحمن السلمي  ، قال: " كان  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - يقول: لا أوتى برجل وقع على جارية امرأته إلا رجمته".   . 
حدثنا  ابن أبي داود  ، قال: ثنا  ابن أبي مريم  ، قال: أنا  ابن أبي الزناد  ، قال: حدثني  أبي  ، عن محمد بن حمزة  ، بن عمرو الأسلمي  ، عن أبيه:   "أن  عمر   - رضي الله عنه - بعثه مصدقا على سعد بن هذيم،   . فأتى حمزة  بمال ليصدقه، فإذا رجل يقول لامرأته: أد صدقة مال مولاك، وإذا المرأة تقول له: بل أنت فأد صدقة مال ابنك، فسأل حمزة  عن أمرهما وقولهما؟ فأخبر أن ذلك الرجل زوج تلك المرأة، وأنه وقع على جارية لها فولدت ولدا فأعتقته امرأته، قالوا: فهذا المال لابنه من جاريتها، فقال حمزة:   : لأرجمنك بأحجارك، فقيل له: أصلحك الله، إن أمره قد  [ ص: 496 ] رفع إلى عمر بن الخطاب  ، - رضي الله عنه - فجلده  عمر  مائة ولم ير عليه الرجم، فأخذ حمزة  بالرجل كفيلا حتى يقدم على عمر   - رضي الله عنه - فيسأله عما ذكر من جلد عمر   - رضي الله عنه - إياه ولم ير عليه رجما، فصدقهم عمر  بذلك من قولهم وقال: إنما درأ عنه الرجم عذره بالجهالة". 
فهذا حمزة بن عمرو  صاحب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قد رأى [أن على] من زنى بجارية امرأته  الرجم ولم ينكر عليه عمر   - رضي الله عنه - ما كان رأى من ذلك حين كفل الرجل حتى يجيئه أمر عمر   - رضي الله عنه - في إقامة الحد عليه، فقد وافق ذلك أيضا ما روي عن علي   - رضي الله عنه - وما رواه النعمان  ، عن النبي -عليه السلام-. 
ثم جاء في حديث حمزة  أيضا من جلد عمر  ذلك الرجل مائة تعزيرا بحضرة أصحاب رسول الله -عليه السلام- فقد دل ذلك على ما روى النعمان  ، عن النبي -عليه السلام- من جلد الزاني بجارية امرأته مائة أنه أراد بذلك التعزير أيضا فقد وافق كل ما في حديث حمزة   - رضي الله عنه - هذا ما روي عن النعمان  ، عن النبي -عليه السلام-. 
وأما عبد الله بن مسعود   - رضي الله عنه - فكان على الحكم الأول الذي رواه سلمة بن المحبق،  ولم يعلم ما نسخه مما رواه النعمان  ، - رضي الله عنه - وعلم ذلك عمر   5 وعلي   5 وحمزة بن عمرو   - رضي الله عنه - فقالوا به. 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					