5197 - وقد حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرني ابن أبي الزناد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، فلقي العدو ، فلما هزمهم الله تعالى ، اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستولت طائفة بالعسكر والنهب .
فلما نفى الله العدو ، ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل ، نحن طلبنا العدو ، وبنا نفاهم الله وهزمهم .
وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بأحق منا ، بل هو لنا ، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ينال منه العدو غرة .
وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن حويناه واستوليناه .
فأنزل الله تبارك وتعالى : يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول إلى قوله : إن كنتم مؤمنين ، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم عن فواق .
أفلا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفضل في ذلك الذين تولوا القتل على الآخرين .
فثبت بذلك أن سلب المقتول لا يجب للقاتل بقتله صاحبه ، إلا بجعل الإمام إياه له ، على ما فيه صلاح المسلمين من التحريض على قتال عدوهم .


