باب العمل في الجنائز  أخبرنا الربيع  قال أخبرنا  الشافعي  قال : حق على الناس غسل الميت ، والصلاة عليه ، ودفنه  لا يسع عامتهم تركه ، وإذا قام بذلك منهم من فيه كفاية له أجزأ إن شاء الله تعالى وهو كالجهاد عليهم حق أن لا يدعوه ، وإذا ابتدر منهم من يكفي الناحية التي يكون بها الجهاد أجزأ عنهم . 
 [ ص: 313 ] والفضل لأهل الولاية بذلك على أهل التخلف عنه ( قال  الشافعي    ) : وإنما ترك  عمر  عندنا ، والله أعلم عقوبة من مر بالمرأة التي دفنها أظنه كليبا  ، لأن المار المنفرد قد كان يتكل على غيره ممن يقوم مقامه فيه ، وأما أهل رفقة منفردين في طريق غير مأهولة لو تركوا ميتا منهم ، وهو عليهم أن يواروه فإنه ينبغي للإمام أن يعاقبهم لاستخفافهم بما يجب عليهم من حوائجهم في الإسلام ، وكذلك كل ما وجب على الناس فضيعوه فعلى السلطان أخذه منهم ، وعقوبتهم فيه  بما يرى غير متجاوز القصد في ذلك ( قال ) : وأحب إذا مات الميت أن لا يعجل أهله غسله  لأنه قد يغشى عليه فيخيل إليهم أنه قد مات حتى يروا علامات الموت المعروفة فيه ، وهو أن تسترخي قدماه ، ولا تنتصبان ، وأن تنفرج زندا يديه ، والعلامات التي يعرفون بها الموت ، فإذا رأوها عجلوا غسله ، ودفنه فإن تعجيله تأدية الحق إليه ، ولا ينتظر بدفن الميت غائب من كان الغائب ، وإذا مات الميت غمض ، أخبرنا الربيع  قال أخبرنا  الشافعي  قال أخبرنا  إبراهيم بن سعد  عن ابن شهاب  أن قبيصة نصر بن ذؤيب  كان يحدث { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض  أبا سلمة    } . 
( قال  الشافعي    ) : ويطبق فوه وإن خيف استرخاء لحييه شد بعصابة ( قال ) : ورأيت من يلين مفاصله ، ويبسطها لتلين ، ولا تجسو ورأيت الناس يضعون الحديدة ، السيف أو غيره ، على بطن الميت ، والشيء من الطين المبلول كأنهم يذودون أن تربو بطنه فما صنعوا من ذلك مما رجوا ، وعرفوا أن فيه دفع مكروه رجوت أن لا يكون به بأس إن شاء الله تعالى ، ولم أر من شأن الناس أن يضعوا الزاووق يعني الزئبق في أذنه ، وأنفه ، ولا أن يضعوا المرتك يعني المرداسنج على مفاصله وذلك شيء تفعله الأعاجم  يريدون به البقاء للميت ، وقد يجعلونه في الصندوق ويفضون به إلى الكافور ، ولست أحب هذا ، ولا شيئا منه ، ولكن يصنع به كما يصنع بأهل الإسلام ثم يغسل ، والكفن ، والحنوط ، والدفن ، فإنه صائر إلى الله عز وجل ، والكرامة له برحمة الله تعالى ، والعمل الصالح ( قال ) وبلغني أنه { قيل  لسعد بن أبي وقاص    : نتخذ لك شيئا كأنه الصندوق من الخشب ، فقال : اصنعوا بي ما صنعتم برسول الله صلى الله عليه وسلم انصبوا علي اللبن ، وأهيلوا علي التراب   } 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					